============================================================
القن الثاني: فرق أهل القيلة ومن قول الصفرية وأكثر الخوارج: إن كل ذنب مغلظ كفر، وكل كفر شرك، وكل شرك كيادة للشيطان إلا الفضلية (1)، فإنها زعمت أن كل معصية دقث أو جلث شرك.
وقفت الإباضية في أطفال المشركين، فأجازت تعذيبهم على غير سبيل الانتقام منهم، وأجازوا أن يدخلوا الجنة بالفضل، ومما ذكر اليمان بن زياد وغيره من أمم الخوارج أنهم قالوا: إن أصحاب بريد بن أبي أنيسة من الإباضية قالوا بالتشريك، وتولى بريد المحكمة الأولى قتل نافع وبرئ ممن يفرغ، وحوم القتال على كل أحد بعد تفرقهم، وثبت على ولأية الإباضية، إلا من كذبه أو بلغه قوله فتركه.
وزعم أن الله سيبعث رجلا من العجم، وينزل عليه كتابا من السماء يكتب في السماء، ثم ينزل عليه جملة واحدة فيترك شريعة محمد ويأتي بشريعة أخرى غيرها، وأن ملته تكون الصابئة، وليست هذه الصابئة ولكن الصابئين الذين ذكر الله في القرآن قال: ولم يأتوا بعد.
وزعم أن في هذه الأمة شاهدين عليها، وأنه أحدهما، وأنه لا يدري أمضى الآخر أم هو كائن، وتولى من شهد لمحمد صلى الله عليه بالنبوة من أهل الكتاب وإن لم يدخلوا في دينه وهو يعمل بشريعته، وزعم أنهم بذلك مؤمنون: ومن الاباضية من وقف عليه، ومنهم من برئ منه، وجلهم من برئ منه.
وقال: إن صاحب الشمراخية هو عبد الله بن شمراخ، وإن من قوله: إن دماء قومه حرام في السر حلال في العلانية، وإن الخوارج تبرأ منه، وإن قتل الأبوين حرام في دار التقية ودار الهجرة وإن كانا مخالفين.
(1) في الأصل: الفضيلة.
صفحة ١٥١