144

============================================================

مقالات البلخي وقال قوم: لسنا نزيل اسم النفاق عن موضعه، وهم القوم الذين عناهم الله بهذا الاسم في ذلك الزمان، ولا يسمى غيرهم بالنفاق، وقالوا: من سرق خمسة دراهم فصاعدأقطع وقال الذين زعموا أن المنافق كافر: هو ليس بمشرك؛ إذ المنافق على عهد رسول الله صلى الله عليه، كانوا موحدين، وإنما كانوا أصحاب كبائر.

وقالوا: كل شيء أمر الله به عباده فهو عام ليس بخاص، وقد أمر به الكافر والمؤمن وقال قوم منهم: لا حجة لله على أحد في توحيد إلا بخبر أو ما يقوم به مقام الخبر من إيماء أو إشارة.

قال بعضهم: لا يجوز أن يخلي الله عباده من التكليف لوحدانيته ومعرفته.

وأجاز بعضهم أن يخليهم من ذلك.

وقال بعضهم: من دخل في دين المسلمين وجبت عليه الشرائع والأحكام، وقف على ذلك أم لم يقف، سمعه أم لم يسمعة.

وقال بعضهم: لا يخلق لله شيئا إلا دليلا عليه، ولا بد من أن يدل به واحدا.

وقال قوم منهم: قد يجوز أن يبعث الله نبيا بدون دليل.

وقال بعضهم: من ورد عليه الخبر بأن الخمر قد حرمث ، أو القبلة قد حولث، فعليه أن يعمل بذلك؛ أخبره بذلك مؤمن أو كافر، وعليه أن يفعل ذلك بالخبر، وليس عليه أن يعلم أن ذلك عليه بالخبر.

صفحة ١٤٤