127

============================================================

الفن الثاني: فرق أهل القبلة في العسكر؟ فقال: نعم. وسئى رجلين من أصحاب صالح، أحدهما يستى حميرا والآخر وليدا، فانطلقا به إلى صالح، فأخبراه بخبره، فدعا صالخ حميرا والوليد، فسألهما عنه، فقالا: يعرف بالخبث والكفر، ونعلم أنه أخو ربعي بن حراش، وأن ربعيا أخبرنا بخبئه وعداوته، وأمر به صالخ فضربت عنقه فقال بعض أصحابه: قتل رجلا مسلما قد ادعى الإسلام.

ومنها أنه أتاه رجل من طلائعه، فأخبره أنه رأى فارسا واقفا على تل ينظر إلى العسكر بالليل، فبعث أبا عمرو وزياد بن دجاجة، فلقا نظر الفارسن إليهما ولى مدبرا، فلحقه زياد فطعنه ووتب عليه أبو عمرو فضربة ضربة، فقال: ارماثا(1)، فكفت أبو عمر سيفه، وأتيا صالحا فأخبراه الخبر، فدفعه إلى رجل من أصحابه، فقال: إذا كان بالغداة فأتيا به حتى نقيس جراحته، وننظر إلى ما يصير إلى دية النفس أم دية الأرش، فذهب به الرجل إلى منزله وأباته عنده، فهرب الأسير، فأنكر ذلك الراجعة.

ومنها أن رجلأ من أصحابه يسمى صخرا قال لرجل من المسلمين عندهم: هذا عدؤ الله، فلم يستتبه صالخ من ذلك.

ومنها: أنه احتبس من الفيء فرسا، فكانوا أصحابه يقترعون إذا أرادوا ركوبه، وينافسون في القتال عليه، فاختلف أصحابه عند هذه الأشياء، وبرئث منه فرقة يسمون الراجعة. ووقف شبيث وجماعة فيه، وفي الراجعة عادوا إلى تولي صالح وتصويبه فيما صنع، فأما بعض الإباضية فذهبوا إلى أن الذين برئوا من صالح كفروا، وأن من وقف في كفرهم فقد كفر، وأحسنوا الظن (1) كذا في الأصل، ولم يتبين لنا معناها.

صفحة ١٢٧