وكان كثير البر بتلاميذه وأبنائه، وقد تخرج على يديه عدة من أبناء الجزيرة العربية، وبخاصة طلبة العراق، والمملكة العربية السعودية، وقد أحسن إليّ كثيرًا وقرَّبني من مجلسه في أول اشتغالي بالعلم، توفي عام ١٤٠٣ هـ ﵀ رحمة واسعة» (المدخل ص ١٤٢ - ١٤٣).
وقال عن المرحوم محمد رشاد عبد المطلب: إنه «قد تعلم منه كثيرًا»، وعند حديثه عن الشاعر المحقق حسن كامل الصيرفي يقول: «ولهذا الرجل فضل عليَّ سابغ» (مستقبل الثقافة العربية كتاب الهلال ما يون ٩٩ ص ٥٦).
ويقول عن فترة عمله في جامعة أم القرى: «إنهم أنزلوه آنذاك منزلًا كريمًا» (منال الطالب في شرح طوال الغرائب ج ١ المقدمة ص ٧، ٨، ٩)، وشرح هذا في الهامش فقال: «حيث عوملت وظيفيًا تحت بند هناك يسمى «كفاءة نادرة» يعامل به الإنسان الذي أكرمه الله بشيء من العلم معاملة «العالم» لا معاملة «حامل الشهادة العليا» - لاحظ تواضعه ﵀ وفي ظل هذا البند كان يعامل الأساتذة: محمد متولي الشعراوي ومحمد الغزالي والسيد أحمد صقر والسيد سابق ومحمد قطب».
وهذه الأسماء لعلماء عصرنا الكبار تنبئك عن مكانة فقيدنا - يرحمه الله - العلمية الكبيرة.
ثم يفيض وفاء وشهامة فيقول:
«ومن أمانة التاريخ، ومعرفة أقدار الناس أذكر هنا أصحاب الفضل في إرساء المبادئ العلمية الرفيعة: الشريف راشد الراجح، ومحمد بن سعد الرشيد ...»، ثم يذكر مجموعة من القياديين الذين أرسوا هذه المبادئ ...
وهو لا ينسى أن يذكر مذاكرته العلم مع زملاء له وطلاب كانوا يدرسون على يديه، ويرى في هذه المدارسة والمذاكرة فائدة للعالم قبل المتعلم.
يقول: «وكانت أيامًا زاكية مباركة، وقرأت فيها مع إخواني الشباب هناك شيئًا من علوم العربية، وقد أعطيتهم وأعطوني، أعطيتهم خبرة الأيام، وثمار مجالسة أهل
1 / 14