ثم ها هو يسرد الآية تلو الآية محتجا بكتاب الله على ما يقول ، فيقول في كتاب تثبيت الوصية :
(( وقال: ?إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا? [الأحزاب: 33].
ثم فرض مودتهم فقال: ?قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى? [الشورى: 23] يقول: أن تودوني في قرابتي.
ثم فرض لهم الخمس فيما غنم المسلمون من شيء: سهمه تعالى، وسهم رسوله دون المؤمنين، فقال: ? واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى?[الأنفال: 41].
فعرفنا أن الفضل والخيرة لأهل هذا البيت، الذي فضله الله على جميع البيوت، لأنهم جمعوا السبق والتطهير، فينبغي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خيرهم، لأنه خير الناس، وأفضلهم عند الله، وينبغي أن يكونوا قادة الناس إلى يوم القيامة ... إلخ )) .
نعم ؛ والإمام يرى أن الإقرار لأهل الفضل بفضلهم واجب ، واتباعهم كذلك واجب ، وأن تركه كان ذريعة للوصول إلى رقاب القائمين من أهل البيت (ع) ، فها هو يقرن توبيخه للعلماء على خذلانهم لأهل البيت بتوبيخه لهم على سكوتهم عن النهي عن السوء ، ثم يجمع ذلك كله في كونه مما استحفظ العلماء عليه ، وسيسألهم الله تعالى عنه ، فيقول (ع) :
(( عباد الله إن الظالمين قد استحلوا دماءنا، وأخافونا في ديارنا، وقد اتخذوا خذلانكم حجة علينا فيما كرهوه من دعوتنا، وفيما سفهوه من حقنا، وفيما أنكروه من فضلنا عنادا لله، فأنتم شركاؤهم في دمائنا، وأعوانهم في ظلمنا، فكل مال لله أنفقوه، وكل جمع جمعوه، وكل سيف شحذوه وكل عدل تركوه، وكل جور ركبوه، وكل ذمة لله تعالى أخفروها، وكل مسلم أذلوه، وكل كتاب نبذوه، وكل حكم لله تعالى عطلوه، وكل عهد لله نقضوه فأنتم المعينون لهم على ذ لك بالسكوت عن نهيهم عن السوء.
عباد الله إن الأحبار والرهبان من كل أمة مسؤلون عما استحفظوا عليه، فأعدوا جوابا لله عز وجل على سؤاله )) .
صفحة ٧