============================================================
الهجرة النبوية الإمام مالك ره الذي قال فيه النبي: "ئوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل، يطلبون العلم، فلا يجدون أحدا أغلم من عالم المدينة".
ومن آبرز حلقات ذلك السند الامام سحنون بن سعيد التنوخي صاحب "المدونةه الذي ولد سنة (160ه) وتوفي سنة (240ه)، فقد كان كما قال "أبو العرب" في طبقاته: "أول من شرد أهل الأهواء من المسجد الجامع، وكان فيه حلقات للصفرية والإباضية مظهرين لزيغهم، وكان حافظا للعلم، ولم يكن يهاب سلطانا في حق يقيمه، لقي في الفقه ابن القاسم وأشهب وغيرهما، ولقي في الحديث سفيان بن عيينة، وابن وهب، وأنس بن عياض، ووكيع بن الجراح، وعبد الرمن بن مهدي، ويزيد بن هارون، والوليد بن مسلم، وغيرهم(1).
فهذا النص يظهر أسبقية الإمام سحنون في الدفاع عن عقيدة أهل السنة التي أخذها عن الإمام مالك وعن أعيان السلف المذكورين، وقد كان ذلك قبل ولادة الإمام أبي الحسن الأشعري.
ثم انتقل علم الإمام سحنون إلى ولده الامام محمد بن سحنون المتوفى سنة (255ها، فقد سمع من آبيه الذي كان يتفرس فيه الإمامة حتى قال: "ما أشبه إلا بأشهب"، ورحل إلى المشرق سنة (و 3رها فلقي جماعة منهم أبو مصعب الزهري صاحب الإمام مالك، وجلس إليه المزني صاحب الإمام الشافعي ولتما (1) طبقات علماء تونس، (ص 102،686)
صفحة ٨