============================================================
وكما تنزه أن يسأل عنه بكيف، تنزه عن الأين، وكما تنزه عن الإحاطة بالأفكار تنزه عن الدرك بالأبصار، وكما تنزه عن الأين والكيفية تنزه عن الجنسية والجسمية، وكما تنزه أن يحل فيه غيره تنزه عن أن يحل في غيره، وكما تنزه عن الفوقية والتحتية تنزه عن الجسمية والعرضية، وكما تنزه عن الماسة والملاقاة تنزه عن المشاكلة والمحاذات، وكما تنزه عن المثل والنظير تنزه عن التحويل والتغيير، وكما تنزه عن صفة الحوادث تنزه عن طريان البواعث، وكما تنزه عن الحركات والسكون تنزه عن هجم الأوهام والظنون(1).
ومن كلامه أيضا رحمه الله: الحمد لله المنزه عن الأجسام والأجساد والمقدس عن الأضداد والأنداد، جل عن الجواهر والأعراض، وعن الكليات والأبعاض، وتعالى أن يحيط به مكان، أو يحويه زمان، كان ولا شيء معه، وهو الآن على ما عليه كان، لا يعلمه عقل فيكيفه، ولا تدركه نفس فتمثله، ولا يطيقه وهم فيصوره، ولا يخالطه ذهن فيشخصه2).
ومن كلامه أيضا رحمه الله في قول الإمام ابن أبي زيد القيرواني في عقيدة رسالته: "وأنه فوق عرشه المجيد بذاته": هذه فوقية استيلاء إحاطة، وتمكن قيومية (6) مجموع الفضائل في سر متافع الرسائل في بداية الطريق لأهل التحقيق (ص 715) مخطوط بالمكتبة الوطنية بتونس رقم 18039 (2) مجموع الفضائل في سر منافع الرسائل في بداية الطريق لأهل التحقيق (ص 66) مخطوط بالمكتبة الوطنية بتونس رقم 18039
صفحة ٤٥