============================================================
* وقال الشيخ العلامة أبو العباس أحمد بن مخلوف الشابي(1) المتوفى بالقيروان سنة (887ه)ا في بعض رسائله: أيها التائب لربه، المتطهر من ذنبه، المترشد سبيل النجاح، المقبل على سبيل الفلاح، فعليك بتحسين عقيدتك في ربك، ومراعاة خواطر قلبك، وتزكية نفسك، أما تحسين عقيدتك فبأن تلازم قول: "لا إله إلا الله" مخلصا بها قلبك، إذ لا تنفعك إلا بشروطها، وتعتقد أن الله واحد أحد صمد، تنزه عن الصاحبة والولد، كما تنزه عن الشريك والمثل والضد، وقد تنزه عن الجسمية والعرضية والأينية والكيفية، وتنزه عن تنزيهنا له؛ إذ تثزيهنا صفتنا، وتتزه سبحانه وتعالى عن صفاتتا.
وتعالى سبحانه أن يتصل بالأجسام أو ينفصل عنها؛ إذ لو كان كذلك لكان جسما، وتنزه سبحانه أن يحل فيه شيء، كما استحال أن يحل هو في شيء، إذ لو حل فيه لكان محلا للحوادث، ومحل الحوادث حادث، ولو حل هو في الحوادث لكان ما حل فيه قاهرا له، ولو كان داخلا فيه لأحاط به ما أحاط بالحوادث، ولو قامت به الحوادث لم يخل عنها، وما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث، ولو كان خارجا عن العالم لقام العالم بنفسه.
(6) من كلامه رحمه الله: وأما طريقة التصوف فهي تحكيم الكتاب والسنة ظاهرا وباطنا بمراعاة قلبك، وحفظ حواسك، حتى إنك لا تتحرك ولا تسكن إلا وأنت في ذلك ملازم للعلم، ناظر ببصيرتك لأمر الله لك، مستجيب لدعوة نبيك، بحيث تكاد تسمع قوله: أستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}[ الأنفال: 24]. مجموع الفضائل في سر منافع الرسائل في بداية الطريق لأهل التحقيق (ص58) مخطوط بالمكتبة الوطنية بتونس رقم و1803
صفحة ٤٤