============================================================
وقال الشيخ العلامة قاسم بن عيسى بن ناجي القيرواني(1) (ت939ه) في لشرح عقيدة الرسالة القيروانية" عند ذكر الإمام ابن آبي زيد لقوله تعالى: ل( وسع كرسئه السمنوات والارض ولا يثوده حفظهما وهو العلي العظيه () [البقرة: 255): ومعنى ولا ييوده حفظهما } أي: لا يشغله، وهذه مناسبة ظاهرة لأن النفوس أبدا تجد من التعظيم والهيبة عند سماع الأشياء المحسوسة الدالة على الكبرياء ما لا تجده عند عدم ذلك، والمراد بذكر الكرسي والعرش الذي هو أعظم منه استشعار النفوس عند سماع ذلك من عظمة الله وعزة اقتداره، لا أنهما محلان للاستقرار، تنزه الخالق عن التحيز والافتقار إلى المحل، ولهذا ختم الآية الكريمة بقوله: وهو العلى العظيم } اسمان من أسمائه تعالى يدلان صريحا على تنزيه الحق وتقديسه عن المكان والجهة، وعلى ثبوت العلو والعظمة(2).
* وقال الشيخ الحافظ الفقيه آبو القاسم البرزلي (ت 847ه) في فتاويه: أجمع المسلمون قاطبة على استحالة التجسيم والحلول والاستقرار على الله سبحانه وتعالى، وحكم بذلك صريح العقل، وأجمعوا أيضا على استحالة إرادة الحقيقة فيما ورد من ظواهر الآي والأخبار فيما يوهم ذلك(5).
(6) راجع ترجمته في تراجم المؤلفين لمحفوظ (ج و/ ص9) (2) شرح الرسالة القيروانية (ج1/ ص26، 26) (3) جامع مسائل الأحكام بما نزل من القضايا بالمفتين والحكام (ج6/ ص298)
صفحة ٤١