============================================================
بوجوبها وجوازها في حقه محال لأداء ذلك إلى المحال، فلم يبق إلا استحالتها في حقه سبحانه، وهو المطلوب. وبهذه الدلالة يستحيل في حقه سبحانه المكان والزمان، وهو دليل أيضا على استحالة مشابهته سبحانه بالجواهر والأجسام(2).
وقال في شرح "العقيدة المرشدة" عند قول صاحبها: اولا يتخضض بالمكان": لأن المكان جائز على كل متمكن، فلا مكان أولى من مكان إلا بإرادة مخصص، فلو كان البارى سبحانه في مكان لم يكن مكان أولى من مكان إلا بإرادة المخصص، ومن هو مخضض هو حادث، فالمكان والزمان لا يعقلان إلا في حق حادث من جهة التخصيص، كالصورة والهيئة والمقدار، فاستحال عليه - سبحانه وتعالى - الزمان والمكان لأن الحادث مخصص ومقدر بصورة دون صورة، ومقدار دون مقدار، وعرض دون عرض، ومكان دون مكان، وزمان دون زمان، وكل وجه من هذه الوجوه يدل على حدوث من تقيد به، والبارى سبحانه وتعالى قديم، فهو المخصص لا المخصض، والصانع لا المصنوع، والمقدر لا المقدر، فاستحال عليه الزمان والمكان(2).
* وقال الإمام محمد بن سلامة الأنصاري التونسي (ت 746ه) في شرحه على عقيدة الإمام ابن أبي زيد القيرواني عند قوله: "وهو فوق عرشه": (2) التمييز لما أودعه الزمخشري من الاعتزال في الكتاب العزيز (ج 6/ ص 116) وقال مثله في عيون المناظرات (ص48) (2) شرح مرشدة محمد بن تومرت (ص 19)، دراسة وتحقيق آ. يوسف احتانا، ط1. 1993م. دار الغرب الإسلامي
صفحة ٣٥