فلما فرغ الحكيم من صفة الحس الكائن بالقوتين وكيف يكون كل واحد منهما، ذكر بعد ذلك أيضا كيف يكون الحس بالفعل فقال ان الحس بالفعل يكون كالعلم سواء. غير أنه يفترق (؟) الفعلان، أعنى فعل الحس وفعل العلم، بخلة واحدة فقط. وذلك أن علة الحس تكون من خارج، لا فى الحاس، أعنى أن المبصر لا يكون فى داخل بصر المبصر ولا المسموع يكون فى داخل سمع السامع، لاكنه يكون خارجا منه. فأما الشىء الذى يقال بالعقل والعلم، فعلته من داخل، لا من خارج.
ولخص الحكيم ذلك وبينه، وذلك أنه قال ان الحس ينال الأشياء الجزئية التى لا يمكن أن تكون فى داخل الحاس، فان لها أشخاصا ثابتة قائمة. فأما العقل 〈والعلم〉 فيعرفان، الأشياء الكلية التى ليست لها أشخاص ثابتة قائمة، لاكن يكون قوامها وثباتها فى داخل الفكرة والذهن.
صفحة ١٨٢