فقد استبان أن الحس الكائن بالقوة من النوع الثانى يؤول وينتقل الى أن يحس بالفعل بالتمام والكمال لا بالانفعال وقبول الأثر.
فلما فرغ الحكيم من ذكر هذه الأشياء وتلخيصها، فصل أيضا التنقل فقال متى تنتقل القوة الى الفعل باستحالة ومتى تنتقل القوة الى الفعل بغير استحالة. فقال ان انتقال القوة المتهيئة الى الفعل يكون بغير استحالة، وهى القوة الكائنة من النوع الثانى، يشبه العلم اذا لم يكن بالتعليم (فانه يعلم الشىء بغير حركة ولا استحالة، ولا يسمى حينئذ هذا العلم حركة ولا استحالة)، لاكن 〈يكون〉 نوعا آخر من أنواع الانتقال، وهو المتمم المكمل 〈ل〉ظاهر العلم. فأما العلم الكائن بالتعليم، وهو النوع الأول من القوة، فانه لا يكون الا (؟) بحركة واستحالة، وقد يسمى هذا التنقل حركة واستحالة.
فان كان هذا على ذا، ينبغى أن نقول ان [نوع] الاستحالة نوعان أحدهما الاستحالة الكائنة من القوة الى التهيئة، أعنى تهيئة الفعل، والآخر الكائن من التهيئة الى الفعل.
صفحة ١٧٨