وهذه المعانى قد نجد أرسطو يذكرها ويدونها فى كثير من كتبه، كما من عادته أن يدون ويذكر هذه المعانى. ولا بأس أن نذكر نحن أيضا لتصحيح ما قلناه فى هذه المعانى شيئا شيئا ما قلناه فى ذلك بايجاز فى كتاب السماء وفى مقالته فيما بعد الطبيعة. فانه فى المقالة الأولى من كتاب السماء، عندما يتكلم فى الجسم الالهى المتحرك دورا، يقول هذا القول ان زمان وجود هذا الجسم بالحقيقة «أيون»، أعنى الدهر، واشتق له هذا الاسم من اللفظة المسماة باليونانية «أى»، ومعناها هو انه دائم أبدا أى الوجود. ولما قال هذا القول، أضاف هذا القول أيضا «ومن هاهنا صار الوجود والحياة فى تلك الأشياء الأخر معلقين أما فى بعضها فعلى أوكد ما يكون وعلى التحقيق، وأما فى بعضها فعلى جهة خفية».
صفحة ٩٣