فلهذا السبب طبيعة بعض الأشياء هى مقتنية لغايتها وكمالها الخاص بها لشىء آخر ولا يمكن فيها أن تكون بأعيانها تقتنى نفسا، بمنزلة كل واحد من الأجسام الأخر البسيطة التى فى الكون. وبعضها يمكن فيها أن تكون مشاركة بالنفس أيضا، وبعضها انما مبلغ الأمر فيها أن تمعن وتدرج الى نحو الاشتراك فى النفس الغاذية، بمنزلة النبات، وبعضها له مع هذه النفس الحساسة أيضا. فأما ما كان من الأجسام أكثر كمالا بنقاء وصفاء الأشياء المختلطة وبحسن اعتدال الاختلاط، فان لهذه عند ذلك النفس الناطقة أيضا، كما يوجد الأمر فى الناس.
صفحة ٨٧