وأمنع جانبي وأذب عنه
وأروي بالدما كل البقاع
وأني في اللقاء لهيب نار
وأن الأسد تحرق من شعاعي
وسيفي صارم عضب صقيل
يداوي الرأس من ألم الصداع
وبعد انتقامه من هذا الغريم، وانتظامه في سمط الدارس الرميم، التفت ذات اليمين، وليس معه ناصر ولا معين، فرأى غابة ملتفة الأشجار، تجري بالقرب منها أنهار، فانتجعها على جواده الأدهم، وهو صامت لا يتكلم، وبمجرد دنوه منها خرج عليه من فجوة، أربعة أشبال ولبوة، وهجمت دفعة واحدة عليه، وتوجهت بأنيابها إليه، فترك صهوة جواده بلا مهل، واخترط حسامه من غمده على عجل، وانحط على اللبؤة القاتلة، فضربها ضربة هائلة، أطاح رأسها عن البدن، وأخلى منها الربوع والدمن، وسطا على أحد الأشبال واقتلعه من الأرض، ورمى به آخر فاختلط طولهما في العرض، وأطاح بسيفه القاطع، رأسي الثالث والرابع، ثم جرى على قدميه حتى أدرك ابن النعامة، وتناول بيده اليسرى زمامه، وقصد الأجم وهو يترنم بأوزان، مأثورة عن أبي الطمحان:
وإني من القوم الذين همو همو
إذا غاب منهم سيد ناب صاحبه
نجوم سماء كلما غاب كوكب
صفحة غير معروفة