ولما قطعنا المراحل العديدة بالتسيار، واشتد بي من معاناة الفراق الإضرار، وانحدر علينا عند ما دهمنا الليل، مطر من السماء كأنه السيل، ومكث خمس ساعات، يبعث إلينا منه بآفات، ثم انجلت الغياهب، وظهرت الكواكب، قلت متمثلا بهذه الأوزان، التي رويتها في زمن الشبيبة عن بعض الإخوان:
ما بال أنجم هذا الليل حائرة
أضلت القصد أم ليست على فلك
عادت سواريه وقفا لا حراك بها
كأنها جثت صرعي بمعترك
ما تنقضي ساعة منه فتطمعني
به ولا هو في وجه بمنسلك
هل من بشير بنور الصبح ينقذني
بشراه من طول وجد غير متركي
فقد أجد التواء الليل لي شجنا
صفحة غير معروفة