في هذه البيئة الصعبة والمعقدة لم تكن الحياة بالسهلة بتاتا ، وكان يجب عليها التعايش والتأقلم فكنا نقوم بتربية الحيوانات والدواجن ونقوم بزراعة قطع ترابية ، نقوم بتجميع تربتها ونبنيها على منحنى صخري ، ورغم شح المآء وكونه عزيز ونادر لإغراض الري لتلك المزروعات البسيطة التي يحتاج إليها المنزل كضرورة قصوى وعلى رأسها الفلفل الحار .
خلال هذه الحياة الصعبة إمتلكت دجاجة غير عادية وتتميز بحدة المزاج وخاصة عندما تحتضن البيض ، ففي أيام وضع البيض لاتسمح لإحد بالدنومنها أو ملامسة عشها أو بيضها وتؤذي يمنقارها الحاد من يحاول الحصول على شئ من بيضها ، أي أنها كانت تدافع ببسالة نادرة عن حياظها وبيضها وتطرد عنهما كل متطفل بمن فيهم أنا .. الطفل التواق دائما للبيض اللذيذ للتعويض عن الطاقة المفقودة بعد عمليات التسلق هنا أو هناك ثم أن البيض كان سلوتي الوحيدة في طفولتي فلا حلوى وبسكويت ولادكان .. وكان الدكان الوحيد يبعد قرابة الساعة مشيا ، وفي العادة السائدة أعود من رحلتي بخيبة أمل كبرى فهو لايبيع سوى الملح وأحيانا ... البردقان ، (مسحوق التبغ) وأكتم غيض وأخفي خيبتي .. من تلك الدجاجة المزعجة ، لكنها لم تكن سيئة تماما فقد كانت تعوضنا بالنتيجة وبجيل جديد من الفراخ ..
صفحة ٣٢