بين الأسلاك الشائكة اللتي تحيط كل زنزانه بالمعسكر الكثيف عشبه وأشجاره الباسقة كان لزاما على الأميريكان إلباس أسراهم ملابس تحمل اللون البرتقالي الفاقع اللماع حتى لايضيع منهم أحد ويختفي بين الشجيرات ... رغم أنهم أي الأميريكان يحيطون ضيوفهم حسب زعمهم بحلة من الإكرام ... مثلا لايتركونهم يمشون على أقدامهم المثقلة بالأغلال فهم يحملونهم على محفات .. أشبه بمحفات حمل الموتى ،، ثم ليس لهم حاجة بإستعمال أيديهم المصفدة بالطبع .. فهناك من يضخ المياه على وجوههم وأجسامهم كما تغسل السيارات .. وربما يكمم فم البعض حتى لا تؤثر كلماته بحراس المعسكر فيسلموا كما حدث مع بعضهم ... وماذا بعد بما نصف الكرم الإنساني الأميريكي ... لامحاكمة ... ولامحامين ولا إتصال ولامعلومات ... والمفرج عنه من هؤلاء يخرج بنصف عقل وبلسا ن أخرس وللأبد من هول المعاملة الإنسانية ..
صفحة ٢٨