القمندان النابغة وحتى الساعة لم ينل ما ستحق من دراسات وتحاليل ، ولوا أن أحد الدراسات لم تتناول فنه الراقي لكنها ركزت على مثالبه كركيزة اجتماعية (شيخ) وما كان ببعض أفراد هذه الفئة أو الطبقة من سلبيات وطنية ، والقمندان يجب أن يحلل فنيا كجوهرة يمانية وهذا ما يجب أن نعرفه عن القمندان الفنان الأديب المثقف الموهوب ، وكان لزاما على من يتناول هذا النشاط الإنساني من حياتنا أن يوليه الجانب الأهم ، ففكر القمندان شكل ما يشبه قارب نجاة للثقافة اليمنية والتي كانت في شبه سبات أو تمر بفترة خمول عقب حقب زمنية معينة إتسمت بالركود الفكري والتعصب الأعمى كادت معه كثيرا من فنوننا الأدائية أن تندثر وتتلاشى لتصبح أعرق حضارة إنسانية بدون تراث أدائي ..!!!! وربما تعرضت لغضب الفيلسوف الصيني كونفشيوس الذي إهتمامه مركزا .. إلى من ينظم ويلحن للأمة أغانيها عوضا عمن يسوسها .. أو هكذا قال الحكيم الصيني الشهير ..
ونجد أن للقمندان رديفا لكنه من نوع الجماد لكنه ليس الجماد الكلي أو الصمت المطبق ،، وأعني بذلك الطربي ألة العود اليماني الأصيل المسمى بالطربي وربما كصفة ، والطربي يمني الأصل والنغم ... والصناعة وكل شئ ،، أختفي من الساحة لكن من حسنات الدهر أن يجود بمثل الدكتور محمد عبده غانم رحمه الله ، الذي وثق لهذه الآلة وفي كتابه شعر الغناء الصنعاني وصورها مع عازفها الذي كان يرتدي هنداما يمنيا تقليديا ، وتتطور الأمور سلبا ويسيطر العود المتخم المنتفخ فاقد الرشاقة كأهله من البحر الأبيض المتوسط ،، ومع أزماتنا الاقتصادية وفوضى النزعات ونتائجها من فقر وهجرة وتأثر الفقير بسلوكيات الغني ... تختفي آلة الطربي ذات الأصل والمنشأ اليمني .
صفحة ٢٤