هناك تقصير واضح من قبلنا وأيضا سلوك ربما له صلة بثقافتنا القبلية ... الثقافة القبلية تقول أن الشيخ أو زعيم القبيلة هو الأصل ويجب عرض الكبيرة والصغيرة عليه ليبت فيها بآرائه السديدة .. السديدة هكذا نتصور .. ونكتفي بإفها م الشيخ وبس .. لاأهمية للمسرح ولا للقصة ولا للفيليم ولا محاضرات بالجامعات ولاكتيبات تعريف ولاصحف ... ولاولا إلى ما نهاية .. دائما نأتي للشيخ وأحيانا بعقيرة ومغرد وقوارح وطبال .. ونعود كما أتينا .. . ومرت عشرات السنين ونحن من سئ لأسواء ومن تخلف لفقر وعوز وخوف وإحتلال ... لم نستطع بعد فهم حقيقة مفادها أن المواطن بالغرب هو من يصنع السياسي .. والسياسي يطوع خطابه مع ما يعتقده من فهم لدى المواطن المقترع .. وبما أننا لازلنا غائبين عن القبيلي وحاضرين عند الشيخ .. ومشائخ الغرب يحتاجون لمن يعينهم بمناصبهم عند الإنتخابات .. لذا يعمدون لميل المواطن .. لأنهم لسيوا مشايخ مؤبدين ومخلدين مثل مشائخنا أو تتنزل عليهم الحكمة والنور كأصحابنا الذي أوصولونا لهذه الحالة التي لانحسد عليها ... ويصدق عليها قول أغنية يمنية :
قبلك كان حالي عال ** طول عمري وانا سالي
أما اليوم دمعي سال ** حتى الخصم يرثى لي
ما جعلني أكتب هذه الخاطرة هو الموقف المضحك لشخصيتين غربيتين هما مارتن أنديك السفير الأميركي السابق بإسرائيل وموراتيوس المراقب الأوروبي السابق وكلا الشخصيتين كانت لهما بالطبع خلال عملهما تحمسا فائقا لمساندة إسرائيل ضد العرب .. وبعد تنسيقهما وإحالتهم للتقاعد .. يتحمسون للحوار عن سلام مزعوم والطريف أن الفلسطينيين لبوا دعوتهما لندوة بمدريد لتناقش مرحلة السلام ..
صفحة ١٢٦