وقوله : "وجم عن دوسيهم نقول" يشير إلى كثرة روايات أبي هريرة الدوسي رضي الله عنه. فقد روى خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعين حديثا. فهو أكثر الصحابة رواية للحديث. وقد وجهت إليه انتقادات كثيرة من قبل أعداء الإسلام لذلك وليس بضاره شيئا فإنه رضي الله عنه قد طالت حياته فكثر تلاميذه والآخذون عنه مع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا له بالحفظ حينما شكا إليه النسيان ، فببركة دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم صارت له ملكة في الحفظ لا يجارى . وهو مع ذلك لم ينفرد بكثير من الأحاديث بل وجد عنده مجموعا ما تفرق عند سائر الأصحاب . أضف إلى ذلك أنه لازم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في آخر حياته وذلك في حله وترحاله وفي سفره وجهاده ، وكان حينئذ فقيرا لا يعرف التجارة في الأسواق ، وليس له يومئذ شغل سوى الأخذ من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم . ومن أجل ذلك كان يفخر بحفظه ويقول: "ما من أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكثر حديثا مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب".
فوق ألوف خمسة فابن عمر ... فأنس من فوق ألفين البحر
من فوق ألف ثم جابر عرف ... فالخدري وغيرهم دون الألف ب/23
قوله: فوق ألوف خمسة: يعني أن مرويات أبي هريرة فوق خمسة آلاف. ثم ذكر سائرين المكثرين وأصحاب الألوف وهم مع أبي هريرة سبعة على الترتيب الآتي:
1- أبو هريرة رضي الله عنه: روى خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعين حديثا.
2- يليه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: روى من الحديث ألفين وستمائة وثلاثين حديثا.
3- ثم أنس بن مالك رضي الله عنه: وله ألفان ومائتان وستة وثمانون حديثا.
صفحة ١١٠