وأن يستند خبرهم للحس إذ قد يشيع خبر لا أصل له فيظنه من لم يتتبع أمره متواترا كما جزم الصحابة بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طلق نساءه ، فلما سأله عمر علم أنه لم يطلقهن. فالمتواتر يشترط أن يكون مرجعه إلى أمر حسي من مشاهدة أو سماع متيقن.
بل قيد علم كحديث(من كذب) و(الحوض)و(المرء مع الذي أحب) ب/4
(رفع اليدين في الصلاة) (بشر..)
قوله : "بل قيد علم" تتمة لقوله : "ولا عد لهم معينا" . وذلك أن المتواتر هو الذي يفيد العلم النظري الذي يستفيده الباحث بعد تتبع طرقه والتأكد من إحالة تواطؤ رواته على الكذب . ثم ذكر بعض الأمثلة للأحاديث المتواترة كما أوردها من جمع المتواتر مثل السيوطي والزبيدي رحمهما الله.
= حديث ((من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)) أخرجه الإمام الزبيدى من حديث ثمان وتسعين صحابيا.60
وللطبراني فيه جزء لطيف خرجه من طريق 58 صحابيا من مائة وثلاث عشرة طريق وفي كلها إثبات لفظة متعمدا إلا تسعة طرق .
وقد جمع أيضا ابن الجوزي طرقه في مقدمة كتاب الموضوعات من مائة وأربعين طريقا .61
وبهذه المناسبة أود تنبيه القارئ إلى أن تواتر الحديث لا يعني صحة جميع طرقه فقد نقل البيهقي عن الحاكم أن هذا الحديث جاء من رواية العشرة المبشرين بالجنة وأنه ليس في الدنيا حديث أجمع العشرة على روايته غيره فحقق العلامة الألباني أن روايته عن علي بن أبي طالب وعن الزبير صحيحة وعن طلحة وسعد وسعيد وأبي عبيدة حسنة وعن عثمان ضعيفة وعن الصديق والفاروق وعبد الرحمن بن عوف ساقطة .62
=...أحاديث ذكر الحوض حوض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوردها السيوطي في الأزهار المتناثرة عن تسعة وأربعين من الصحابة وزاد الزبيدي عبد الله بن عمرو فتم رواته خمسين.
صفحة ٢٩