المنظومة التبريزية في العقيدة الصحيحة السنية

عبد القاهر التبريزي ت. 740 هجري
75

المنظومة التبريزية في العقيدة الصحيحة السنية

الناشر

مكتبة العلوم والحكم

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

مكان النشر

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

تصانيف

أَعْمَالَكُمْ﴾ (١) وقال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ (٢) وقال أبو بكر ﵁ للنبي ﷺ وهما في الغار: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، فقال ﷺ: (ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما) (٣). فالله سبحانه فوق عرشه بائن من خلقه، وهو معهم بعلمه وسمعه وبصره أين ما كانوا، وبتوفيقه ونصره وتأييده كذلك، وكل صفة ذكرت له ﷾ فهي على ما يليق بجلاله وعظمته ﷾، بغير كيف نعلمه، ولا تمثيل نتوهّمه، فمن مثّل فقد وقع في التجسيم، وشبّه صفات الخالق بصفات المخلوق، وهذا من أبطل الباطل، وقد دخل عليه هذا الباطل من محاولة تكييف صفات الله تعالى، وتصور أنها كصفات المخلوق سواء بسواء، وجهل أن العلم بكيفية الصفات فرع عن العلم

(١) الآية (٣٥) من سورة محمد. (٢) الآية (٤) من سورة الحديد. (٣) أخرجه البخاري حديث (٣٤٥٣).

1 / 75