باب ذكر الإرادة
ثم ذكر سبحانه الإرادة في كتابه فقال: { يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم } [النساء: 26]، وقال: { والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا } [النساء: 27 - 28]، وقال: { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } [البقرة: 185]، وقال: { وما الله يريد ظلما للعباد } [غافر: 31]، وقال: { يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره } [التوية: 32]، وقال: { ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا } [النساء: 60]، وقال: { ويريدون أن تضلوا السبيل } [النساء: 44]، فأخبر تبارك وتعالى أن إرادته الصلاح والرشد واليسر وأنها ليست في الظلم والغشم والكذب والفساد ، فبهذه الآيات ونحوها علمنا أن الله إذا أمر بشيء فقد أراده إرادة أمر، لا إرادة جبر، وإذا نهى عن شيء لم يرده، ولم يغلب على كونه، والله لا يأمر بما لا يريد، ولا ينهى عما يريد، والله غالب غير مغلوب وأنه أحكم الحاكمين.
صفحة ٢١٤