قال جيمس الأب موجها حديثه إلى السماء: «هل من أحد غير هذا الوغد المهندم كان ليجلس هكذا يتحدث إلى امرأة عارية الصدر؟»
ثم اقتبس من الكتاب المقدس آيات تتحدث حول الحيتان: «هناك تجري السفن. لوياثان هذا خلقته ليلعب فيه»، «الحية الهاربة. لوياثان الحية المتحوية ويقتل التنين الذي في البحر.»
لكنه لم يكن ليكلف نفسه عناء الذهاب وإلقاء نظرة عليها.
ظلت ماري غير مقتنعة بقصة الجراح. بالطبع، كان لا بد أن يقول لأجنيس إنه سيأخذ الطفل ليلقي نظرة على الحوت، لكن هذا لا يجعل القصة حقيقية بالنسبة إليها. فحين كانت تبرز فجأة في عقلها صورة هذا الرجل الشرير وهو يحمل جيمس الابن، وكانت تشعر في داخلها بقوة صرختها، كانت تندهش وتشعر بالسعادة. كانت لا تزال تعتقد أنها هي التي أنقذته. •••
كان والد نيتي يدعى السيد كاربرت. وكان يجلس أحيانا ويستمع إلى نيتي وهي تقرأ لوالتر أو تتحدث معه. وفي اليوم التالي للاحتفال والرقص، عندما كان الكثير من الناس في حالة مزاجية سيئة بسبب الإنهاك والبعض الآخر بسبب شرب الويسكي، ولا تكاد ترى شخصا واحدا ينظر إلى الشاطئ، بحث السيد كاربرت عن والتر ليتحدث إليه.
وقال له: «إن نيتي منجذبة إليك جدا، حتى إنها ترى أنك لا بد أن تأتي معنا إلى مونتريال.»
ضحك ضحكة اعتذارية، وضحك والتر أيضا.
رد والتر: «لا بد أنها تعتقد أن مونتريال توجد في غرب كندا.» «لا، لا. أنا لا أمزح. بحثت عنك لأتحدث معك متعمدا ألا تكون حاضرة معنا. أنت رفيق جيد لها، ويسعدها أن تكون معك. وأرى أنك فتى ذكي وعاقل وسوف تبلي بلاء جيدا إذا عملت معي.»
قال والتر، وقد اندهش بشدة حتى كان في صوته نبح بسيط: «أنا هنا مع أبي وأخي. سنحصل على أرض.»
رد قائلا: «حسنا. إذن، أنت لست الابن الوحيد لوالدك. ربما لا توجد أراض جيدة تكفيكم كلكم. وقد لا تريد أن تظل مزارعا طيلة حياتك.»
صفحة غير معروفة