قالت عندما أصبح بإمكانها التحدث وهي لاهثة: «لست بحاجة إليهما، ولم أخبر أحدا أبدا أنك تأتي إلى هنا؛ لذا عليك ألا تخبر أحدا بشأني.»
قال لها: «أنت موقفك سليم.»
هزت رأسها مرة أخرى تعبيرا عن الرفض، وأومأت له أن يصبر حتى تستطيع أن تتحدث على نحو أكثر سهولة.
قالت: «ما أعنيه أنك رأيتني أنط الحبل. وقد خبأ والدي حبل النط، لكنني وجدته حيث خبأه، غير أنه لم يعرف ذلك.»
قال لها والتر بتعقل: «هذا ليس يوم الأحد. فما الخطأ إذن في أن تنطي الحبل؟»
أجابته مستعيدة نبرتها الوقحة: «وكيف لي أن أعرف؟ ربما يعتقد أني قد كبرت على هذا. فهل تقسم ألا تخبر أحدا بهذا؟» ثم ضمت إصبعي السبابة لتصنع شكل الصليب. كان يعرف أن المشهد بريء، لكنه مع ذلك صدم؛ فقد كان يعرف كيف يمكن أن ينظر بعض الناس إلى الأمر.
غير أنه أخبرها أنه مستعد للقسم.
قالت له: «أنا كذلك أقسم أنني لن أخبر أحدا بأنك تأتي إلى هنا.»
بعد أن قالت ذلك بجدية شديدة، تجهمت.
ثم أردفت قائلة: «رغم أنني لم أكن لأخبر أحدا عنك في كل الأحوال.»
صفحة غير معروفة