سألها عن السبب، فأخبرته.
سألها: «وهل يجدي ذلك في كل مرة؟»
أخبرته أن ذلك لم يفشل ولو لمرة واحدة، ودهشت قليلا عندما اكتشفت أنه في غباء السيدتين، وإن كان أكثر لطفا منهما. «هل هذا معناه أن المكان الذي جئت منه يتمتع أهله كلهم بقدر عال من الذكاء؟ وهل الفتيات هناك كلهن قويات وجميلات مثلك؟»
أخبرته أنها لا تعلم حقا.
أحيانا كان بعض الشباب الزائرين لبلدتها، المتعلمين القادمين من المدينة، يقتربون منها ومن صديقاتها ويثنون على حسنهن، محاولين بدء حديث معهن، وكانت دائما ما تعتقد أن أي فتاة تسمح بأن يحدث هذا هي فتاة حمقاء، حتى لو كان الرجل وسيما. والسيد سوتر أبعد ما يكون عن الوسامة؛ فهو أيضا نحيف جدا، ووجهه تغطيه البثور تماما؛ مما جعلها لأول وهلة تظن أنه رجل عجوز. غير أن له صوتا عطوفا جعلها تغفر له حتى لو حاول مغازلتها قليلا. فلن يكون بوسع أي رجل أن يغازل امرأة بعد أن كان هو القائم على توليدها ورأى منها ما رأى.
سألها: «هل تشعرين بالألم؟» نظرت إلى خديه التالفين فلاحظت ظلا عليهما؛ قليلا من حمرة الخجل. أخبرته أنها ليست أسوأ مما ينبغي. أومأ برأسه وأمسك برسغها، ضاغطا بقوة عليه ليقيس نبضها.
قال لها: «قوية مثل فرس السباق.» قال هذا وما تزال يده عليها، وكأنه لا يعرف أين يضع يده بعد ذلك. ثم قرر أن يزيح شعرها إلى الوراء ويضغط بأصابعه على صدغيها، وكذلك خلف أذنيها.
ستتذكر لمسته هذه، تلك الضغطة الغريبة، الرقيقة، المثيرة، مع مزيج مشوش من الازدراء والاشتياق، لسنوات عديدة قادمة.
قال لها: «جيد! لا أثر للحمى.»
وأخذ لوهلة يراقب الرضيع وهو يرضع من ثديها.
صفحة غير معروفة