ركب كل هؤلاء لأول مرة في حياتهم سفينة، وذلك من ميناء ليث في الرابع من يونيو عام 1818.
ذكر جيمس الأب هذه الحقيقة للشخص المسئول عن التحقق من أسماء الركاب على ظهر السفينة.
قال له: «إنها أول مرة في حياتي كلها. نحن من وادي إتريك، إنه جزء غير ساحلي من هذا العالم.»
عاجلهم الرجل بكلمة غامضة، غير أنها كانت واضحة في معناها؛ قال لهم: «تحركوا للأمام!» ووضع علامة على أسمائهم. تحركوا بالفعل للأمام أو دفعوا للأمام، وكان جيمس الابن محمولا على خصر ماري.
قال جيمس الأب: «ما هذا؟» في إشارة منه إلى تزاحم الناس على ظهر السفينة. وتساءل: «أين سننام؟ ومن أين جاء كل هؤلاء الأوباش؟ انظر إلى وجوههم، هل هم من الزنوج؟»
قال ابنه والتر: «أغلب الظن أنهم سكان منطقة الأراضي المرتفعة من السود.» كانت هذه مزحة تمتم بها حتى لا يسمعه والده؛ حيث كان هؤلاء من الذين كان يحتقرهم أبوه.
ثم واصل الأب حديثه قائلا: «الناس ها هنا كثيرون للغاية. السفينة ستغرق.»
رد والتر - وبصوت عال هذه المرة - قائلا: «لا، لا تغرق السفن في العادة بسبب كثرة الموجودين عليها. هذا ما كان يفعله ذلك الرجل هناك؛ كان يحصي الركاب.»
لا يكاد يوجد على ظهر السفينة من يحاول التصرف بتكلف سوى هذا الفتى البالغ من العمر سبعة عشر عاما، وقد أخذ يعارض والده. ويبدو أن التعب والدهشة وثقل المعطف الذي كان يرتديه جيمس الأب منعه من أن يصفع هذا الفتى.
لقد علمت العائلة كل ما يتعلق بالوجود والتصرف على متن السفينة. وكان جيمس الأب العجوز هو من أخبرهم بكل هذه المعلومات؛ إذ كان هو الشخص الوحيد الذي يعرف كل شيء عن المؤن، وأماكن المبيت، وأصناف البشر التي قد تسافر على متن هذه السفن؛ الاسكتلنديين والأشخاص المحترمين فقط، وليس سكان منطقة الأراضي المرتفعة الاسكتلندية أو الأيرلنديين.
صفحة غير معروفة