microphysique
وهو تطبيق علم الطبيعة على الذرات ومكوناتها (الإلكترونات ... إلخ) وهذه الدراسة تؤدي إلى تأكيد وحدة المادة، وهي فكرة مخالفة تماما لما قال به كونت.
ومن جهة أخرى، فلما كانت البيولوجيا تتحول بالتدريج إلى أن تعدو علما طبيعيا كيميائيا، ولما كان علم الطبيعة الفلكي وعلم الطبيعة الذري يتصلان في مواضع عديدة، بحيث تطلعنا الذرة والنجم كل منهما على أسرار الآخر، لهذا كله يبدو أن رأي ديكارت كان أقرب إلى الصواب من رأي أوجست كونت.
خطة هذا البحث
ومع ذلك، فسوف نتبع الخطوط الرئيسية للتصنيف الوضعي، إذ إنه لا يزال ينطبق، إلى حد غير قليل، على ترتيب العلوم على النحو الذي ندرس عليه (ولكنه لا ينطبق تماما على هذه العلوم من حيث شأنها). وإذن، فسنبدأ بدراسة العلوم الرياضية، من حيث موضوعها، ثم من حيث منهجها، وننتقل بعد ذلك إلى العلوم الطبيعية (علم الفلك والفيزياء والكيمياء)، ثم تأتي علوم الحياة (البيولوجيا) ثم نخصص فصلا للعلوم الأخلاقية التي تتجاوز علم الاجتماع إلى حد غير قليل. وأخيرا، نلم إلماما سريعا بالنظريات الحديثة في علم الطبيعة.
الفصل الخامس
موضوع العلوم الرياضية
الترتيب والقياس - العدد والمقدار
العلوم الرياضية هي الأدوات العقلية لكل العلوم، وهي أيضا علوم قائمة بذاتها؛ بل هي أكمل العلوم، لأن موضوعها هو القياس والترتيب.
فالرياضة، من حيث إن موضوعها هو القياس، تنقسم إلى رياضة المقادير (الهندسة والميكانيكا)، ورياضة العدد (الحساب والجبر)، ورياضة العدد الذي يطبق على المقادير وعلى الحجوم (الهندسة والميكانيكا التحليليتان).
صفحة غير معروفة