Causarum finalien inquisition sterilis est, et tanquan virgo dei consecrate, nihil pavit.
8
ولهذه الأسباب اتجهت علوم الحياة إلى الاقتصار على الأسباب وإلى إغفال الغايات، ولكن هل هذا الإغفال ممكن؟
أجل، لأن التفسير الغائي يفترض التفسير بالسبب، أما العكس فغير صحيح. فالغاية تفترض الوسائل، والوسيلة تؤدي دور السبب بالنسبة إلى الغاية، التي هي دائما نتيجة ومعلول. ومن هنا أمكن القول إن الغائية وإن تكن شيئا يزيد على السببية، فإنها سببية مثل كل شيء، وهي في حاجة إلى السببية؛ فالغائية إذن لا تكتفي بنفسها، وإذا كانت العين قد خلقت «لكي» تبصر فذلك لأن تركيبها يؤدي إلى الإبصار بوصفه «نتيجة».
أما التفسير بالعلة أو السبب فهو قائم بذاته تماما؛ بل إن أشد أنصار الغائية تحمسا مضطرون إلى الاعتراف بوجود حالات لا وجود للغاية فيها (
atélie ) أو حالات تتجاوز فيها الغاية
hypertélie ، على حد تعبير كوينو
Cuénot .
9
لهذا السبب كان في استطاعة علوم الحياة أن تستبعد الغايات تماما، وأن تحذو حذو الطبيعة والكيمياء، في الاقتصار على التفسير بالعلل. (أ) الغائية والكلية
صفحة غير معروفة