ثانيا: المصادر التي استمد منها السهروردي منطقه الإشراقي
هناك بعض المصادر التي تأثر بها السهروردي في منطقه الإشراقي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: (1) المصدر اليوناني (الرواقية)
تأثر السهروردي بالرواقية؛ وذلك حين اهتم بالقضايا الشرطية (المتصلة - المفصلة)؛ حيث استهل باب القضايا بالحديث عن القضايا الشرطية، وعالجها قبل معالجته للقضايا الحملية؛ فهو يرى أن القضية الشرطية قضية مكونة في أبسط صورها من قضيتين حمليتين، يربط بينهما رابط يفيد الشرط، ويستلزم الجزاء، الذي قد يقترن بكلمة إذن، ويسمى ما بعد الشرط بالمقدم، ويسمى الجزاء بالتالي؛ وذلك مثل كلمة «كلما طلعت الشمس كان نهارا».
ويقسمها السهروردي، شأنه شأن المناطقة العرب من أمثال ابن سينا وغيره، إلى لزومية تامة وغير تامة، وإلى اتفاقية أو غير لزومية.
33
ومن الواضح أن السهروردي متأثر تماما بالرواقية المشائية التي تمثلت عند الفارابي وابن سينا وابن رشد وأبو البركات البغدادي. وفي هذا يقول قطب الدين الشيرازي في شرحه لحكمة الإشراق إن «أرسطو أهمل في كتبه المتصلات والمنفصلات والاقترانات الشرطية التي زادها المتأخرون.»
34
ومما يؤكد تأثر السهروردي بالرواقية، ما قرره في القياسات الشرطية بأن شرائطها تشبه شرائطها القياسي الحملي، ولذلك لم يجد السهروردي داعيا لتكرار بحثها.
35
ومما يزيد تأثر السهروردي بالرواقية، محاولته نقد الحد الأرسطي (التعريف التام) القائم على الجنس والفصل؛ وذلك لأن الإتيان بالحد كما التزم به المشاءون من تأليفه من الجنس والفصل القريبين غير ممكن للإنسان، لجواز الإخلال بذاتي لم يعرف، وصعوبة تمييز الأجناس والفصول من اللوازم العامة والخاصة.
صفحة غير معروفة