القضايا الشرطية وقياس الخلف
يذكر السهروردي أننا قد نؤلف من الشرطيات قضايا اقترانية، مثل قولنا: كلما كانت الشمس طالعة فالنهار موجود، وكلما كان النهار موجودا فالكواكب خفية، إذن كلما كانت الشمس طالعة فالكواكب خفية. ولا يضيف السهروردي شيئا في هذا الباب وإنما يقول: «الشرايط والحدود حالها كما سبق.»
153
أما قياس الخلف فيعرفه السهروردي بقوله: «القياس الذي يتبين فيه حقية المطلوب بإبطال نقيضه.»
154
أي يبرهن فيه المطلوب عن طريق إبطال نقيضه، أو كما يحدده الشيرازي شارح كتاب حكمة الإشراق: «الاستدلال بامتناع أحد على حقية النقيض الثاني.»
155
وتركب من قياسين؛ قياس اقتراني وقياس استثنائي، فإذا أردنا أن نثبت أن لا شيء من الإنسان جماد، فنثبت ذلك عن طريق إبطال نقيضها، وهو أن الإنسان جماد؛ وذلك عن طريق قياس شرطي، وهو أنه إذا كان بعض الإنسان جمادا لم يكن كل الإنسان حيوانا؛ لأنه لا شيء من الجماد بحيوان، وينتج ليس كل إنسان حيوانا، ويلزم أن يكون بعض الإنسان جمادا؛ أي إذا كذب لا شيء من: «أ ب» يصدق بعض «ب أ»، وإذا أردنا أن نثبت أن لا شيء من «أ ب»، نثبت ذلك عن طريق فرض أن بعض «أ ب»، وإذا بعض «أ ب» وكان هذا باطلا، وهي أن بعض الإنسان جماد، ونقيضها صحيح، وهو المطلوب؛ أي «لا شيء من الإنسان جماد»؛ أي أثبتنا صدق هذه القضية عن طريق إثبات بطلان نقيضها أو لازم نقيضها.»
156
وما ذكرناه الآن توضيح لفكرة البرهان كما عرضها السهروردي وشارحه، وجديد فيها، على حد تعبير السهروردي نفسه، والذي يقول عن القياسات الشرطية بأن «شرائطها تشبه شرائط القياس الحملي. ولذلك لم يجد السهروردي لتكرار بحثها.»
صفحة غير معروفة