منطلقات طالب العلم
الناشر
المكتبة الإسلامية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
وقال على بن بكار البصري الزاهد (ت ٢٠٧ هـ) - رحمه الله تعالى ـ: " لأن ألقى الشيطان أحب إليَّ من أن ألقى حذيفة المرعشي، أخاف أن أتصنع له، فأسقط من عين الله ".
وفي ترجمة هشام الدستوائي قال عون بن عمارة: سمعت هشاما الدستوائي ... يقول: والله ما أستطيع أن أقول أنِّي ذهبت يومًا قط أطلب الحديث أريد به وجه الله ﷿.
قلت - أي الذهبي ـ: والله ولا أنا، فقد كان السلف يطلبون العلم لله فنبلوا، وصاروا أئمة يقتدى بهم، وطلبه قوم منهم أولا لا لله، وحصلوه ثم استفاقوا، وحاسبوا أنفسهم، فجرهم العلم إلى الإخلاص في أثناء الطريق.
كما قال مجاهد وغيره: طلبنا هذا العلم، وما لنا فيه كبير نية، ثم رزق الله النية بعدُ.
وبعضهم يقول: طلبنا هذا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله.
فهذا أيضًا حسن، ثم نشروه بنية صالحة.
وقوم طلبوه بنية فاسدة لأجل الدنيا، وليثنى عليهم، فلهم ما نووا.
قال ﷺ: من غزا ينوي عقالًا فله ما نوى. (١)
_________
(١) أخرجه الإمام أحمد (٥/ ٣١٥) والنسائي (٦/ ٢٤) والحاكم في المستدرك (٢/ ١٠٩)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٦٤٠١).
1 / 101