منطلقات طالب العلم
الناشر
المكتبة الإسلامية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
وهذا خيثمة بن سليمان القرشي (ت ٣٤٣هـ) خرج لسماع الحديث من بلدته فركب البحر، فإذا بقطاع للطريق يطاردونهم ويأخذون مركبهم.
يقول خيثمة: ولمَّا ضُربت سكرت - يعني أصابته غشية من شدة ألم الضرب - ونمت، فرأيت كأني أنظر إلى الجنة، وعلى بابها جماعة من الحور العين.
فقالت إحداهن: يا شقي، أيش فاتك؟
قال الأخرى: أيش فاته؟ قالت: لو قتل كان في الجنة مع الحور العين.
قالت لها: لأن يرزقه الله الشهادة في عز من الإسلام وذل من الشرك خير له، ثمَّ انتبهت.
قال: ورأيت كأنَّ من يقول لي: اقرأ " سورة براءة " فقرأت إلى قوله تعالى: ... " فسيحوا في الأرض أربعة أشهر " [التوبة / ٢]. قال: فعددت من ليلة الرؤيا أربعة أشهر، ففكَّ الله أسري. (١)
أيها المتفقه:
أتراك مضيعًا عمرك سدى إنْ أنفقته في الطلب؟ أتراك تفوت من الدنيا ما تضن به لأجل العلم؟ فما تعدل لذات الدنيا ما
(١) تذكرة الحفاظ (٣/ ٨٥٨)
1 / 138