190

منطلقات طالب العلم

الناشر

المكتبة الإسلامية

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م

مكان النشر

القاهرة

تصانيف

وهؤلاءِ لا يخلو منهم زمان، فإنَّهم رأسُ الطائفةِ المنصورةِ القائمةِ بأمرِ اللهِ، قال ﷺ: "ولن تزال طائفةٌ من هَذه الأمةِ قائمةً على أمرِ الله، لا يضرُّهُمْ مَنْ خالفهُمْ حَتَّى يأتيَ أمرُ اللهِ" (١).
قال الإمامُ البخاريُّ: هم أهلُ العلمِ.
ونحن -وإن كُنَّا في زمانٍ قلَّ علماؤُه- نُذَكِّرُ بهذا قطعًا لريبةِ مرتابٍ، وأملًا نَبُثُّه في قلبِ يؤوسٍ قانطٍ، قد ذَهَب مع كلِّ ناعقٍ يقول: لم يَعُدْ عالمٌ، وما أَمامنا إلا هذه الرؤوسُ الجُهَّالُ. فإنَّا نَدْحَضُ شبهتَه بهذا الحديثِ الأَغَرَّ، فإذا هو زاهقٌ، واللهُ المستعانُ.
فالعلماءُ هم رأسُ الجماعةِ التي أُمِرْنا بلزومِها وحُذِّرْنا من مفارقتِها، قال ﷺ: "مَنْ فارق الجماعةَ قِيدَ شِبْرٍ، فقد خَلَع ربقةَ الإسلامِ من عنقِه" (٢).
والمحصلُ من أقوالِ أهلِ العلمِ في معنى الجماعةِ قولانِ:
الأولُ: هم جماعةُ المسلمين إذا اجتمعوا على الإمامِ الشرعيِّ.
الثاني: الجماعةُ هي المنهجُ والطريقةُ، فمن كان على هدي النبيِّ ﷺ وصحبِه والسلفِ الصالحِ فهو مع الجماعةِ.
وعلى القولين، فإنَّ رأسَ كيانِ هذه الجماعةِ هم العلماءُ، فهم أهلُ الحَلِّ والعَقْدِ، وهم الأَدِلَّاءُ على المنهجِ الصحيحِ.

(١) أخرجه البخاري (٧١) ك العلم، باب من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين.
(٢) أخرجه الحاكم في "المستدرك" (١/ ١١٧) وصححه، وقال الذهبي: على شرطهما.

1 / 236