قلت: والركوب على الطائرة والسيارة أشبه بركوب الفلك فيقول فيها: {باسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم}[هود:41] مع هذه الأدعية وغيرها والقصد الإشارة، وتودع أهلك وإخوانك وجيرانك، فيقول المودع: استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك، وهذا مروي عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وروي أيضا قوله صلى الله عليه وآله وسلم في الوداع: ((زودك الله التقوى وغفر ذنبك ويسر لك الخير حيثما كنت)) ويقول المسافر: أستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه، وهذا مأثور، وتقول: إذا مشيت اللهم بك انتشرت، وعليك توكلت، وبك اعتصمت، وإليك توجهت، اللهم أنت ثقتي وأنت رجائي فاكفني ما أهمني وما لم أهتم به وما أنت أعلم به مني، عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك، اللهم زودني التقوى، واغفر لي ذنبي ووجهني إلى الخير أينما توجهت.
وعن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أراد سفرا توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى ركعتين، ويقول في مجلسه مستقبل القبلة: ((الحمد لله الذي خلقني ولم أك شيئا، رب أعني على أهوال الدهر، وبوائق الدهر، وكربات الآخرة، ومصيبات الليالي والأيام، رب في سفري فاحفظني في أهلي فاخلفني وفيما رزقتني فبارك لي في ذلك)).
وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله إني أريد أن أخرج إلى البحرين في تجارة فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((قم صل ركعتين )) أخرجه الطبراني في الكبير.
صفحة ١٨٨