باب الإفاضة إلى المزدلفة
وأفض على بركة الله تعالى، وتورع في المسير، واترك الرجيف الذي يصنعه كثير من الناس، فإنه بلغني: أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يكف ناقته حتى يبلغ رأسها إلى الرجل، ويقول للناس: ((عليكم بالسكينة والدعة)) وإن قدرت أن تنزل حتى تأتي أول الجبال عند السحرات في مسيرة الطريق، فتمكث ساعة حتى يخف عنك كثير من الناس فافعل، ولا تصلي المغرب حتى تأتي جمعا، فإذا أتيتها فصل المغرب والعشاء بأذان وإقامتين، وانزل بجمع في بطن الوادي عن يسار الطريق، قريب من المشعر، ولا تجاوز الجبل ليلة المزدلفة فإنه يكره. والمزدلفة جمع، وأصبح على طهر بعد ما تصلي الفجر، وقف على المشعر الحرام قبل أن تطلع الشمس، ويشرف الجبل، والجبل هو (ثبير) ثم أفض على بركة الله تعالى حتى تأتي رحلك بمنى.
صفحة ٢٨