رحمه الله وغفر له ونفع به - كان مشتغلا بما يعنيه دينا ودنيا معتكفا على الإقراء ووالتدريس، وكان إماما بالجامع الأعظم وخطيبه . وممن يرجع إلى قوله في النوازل والأحكام وكانت الولاية أغلب عليه، مواظبا (1) على الأذكار/ وقيام الليل إلى أن المات. ومن تلامذة الشيخ الوزان إلا أنه أصغرهم ، وتولى الإمامة(2) في زمنه وهو الملزم له إياها بتكليف منه بعد امتناعه منها، وتصدر للتدريس في زمن الشيخ الوزان.
فتنة قسطينة سنة975.
اوكان ممن لا تأخذه في الله لومة لائم، امتحن زمان الفتنة الواقعة بالبلد سنة امس وسبعين(3)، حين وجهه أهل البلد لما قاموا على واليها(4) إذ ذاك، فوجهوه(2) المروسة الجزائر دار سلطنتها، وصحبه آبو محمد عبد اللطيف المسبح المذكو وغيره، فلما انصرفوا خلعوا(2) البيعة، وصادفهم خبر ذلك بعد استقرارهم بدار السلطنة المذكورة. وبعد أن قضوا ماربهم وما بعثوا من أجله وفرح بهم الأمير (2) فرحا كبيرا وأحلهم دار الكرامة وأنزلهم منزلة قربى ، فأتاهم الخبر بما أحدثه أهل البلدة اعدهم من نهب الدور وخلع ربقة البيعة من أعناقهم، ففروا من دار السلطنة قاصدين زواوة(2)، فبعث في أثرهم فسجنهم، ثم تبصر فلم ير لهم وجها يوجب ذلك، فأطلق ابيلهم بعد اعتذار منهم عن فرارهم المذكور ووكان الجد - رحمه الله - له دراية بعلم البيان، وكان ممن يقرىء سعد الدين المطول (5)، وله تقييد جمع فيه الآي القرانية التي استشهد بها فيه، وكان خطيبا بليغا أحدث خطبا على غير أسلوب المتقدمين غالبها/ الأحاديث النبوية لغزارة حفظه وكثرة (1) في الأصل (مواضبا).
(2) يقصد إمامة الجامع الكبير بقسنطينة 3) 775 ه/ 1667م.
(2) هو (26) أي جده (7) المعنى فلما انصرف الوفد نحو الجزائر خلع أهل قسنطينة البيعة من العثمانيين.
(7) هو محمد بن صالح رايس الذي تولى بين 974 - 576.
(2) أي المتطقة الجبلية بين وادي يسر وبجاية ) المطول كتاب في البلاغة، وهو الشرح المطول لسعد الدين التفتزاني ، المتوفى سنة 793 شرح به على الفيص الخطيب القزويني المتوفى سنة 739.
صفحة غير معروفة