165

Manshur Hidaya

تصانيف

بالوالد وجالسته معه، إلا أنني بإزاء ولده صاحبنا سيدي الموهوب المذكور.

ووكنت إذ ذاك مشغوفا بالنقلة لأرض الحجاز، طالبا على الوالد ذلك، فاستشاره الوالد أو خاطبته أنا في ذلك، الشك مني، فسمعته ذكر حديثا عن سيدنا رسول الل - صلى الله عليه وسلم تسليما - أن المؤمن آخر الزمان يموت بين الطرق، أوكما اقال، إلا أن هذا معناه وإن لم أتحقق الآن لفظه، قال وذلك أنه يفر من وطنه لما يناله الاه من المناكر والظلم ونحوهما إلى وطن آخر يسمع عنه أنه أسد وأصلح، فينتقل إليه فيجده أفسد من وطنه الذي ارتحل عنه وأكثر ظلما ومنكرا، فيندم على ارتحاله منه ولويظنه أنه فاق على الحالة التي تركه، فيرتحل إليه / فيجده أسوأ حالا من المكان الذي 237/.

اجاء منه ، ولا يزال كذلك بين الطرقات حتى يأتيه الموت وهو على ذلك. وتوفي (1) رحمه الله - بعد قدومه من الحج لمدة أعوام.

حمد الموهوب ولصوص زواوة وواستقل ولده حبيبنا لله المخلص فيه سيدي محمد الموهوب، فقام بسيرته بل اد، واتبع سنته وطريقته في إطعام الطعام والإحسان إلى عباد الله والأخذ بأيديهم اتحصيل النفع لهم . وطريقتهم المألوفة أنهم يترددون مع القوافل والسفار المجتازين ابلادهم لكي يأمنوا من مكر أهل ذلك الوطن ، إذ هم لصوص الغالب عليهم استلاب القوافل والسفار واستئصال أخذهم إلا أن يكون معهم من أولاده أحد، وربما اضطره أمر إلى الوقوف بنفسه في الأمر المهم من كثير أموال أو عظيم قفل (2) لا بد فيه من اوجاهته . وهذه سيرته وسيرة والده قبل، حتى إنه يقال إن لوالده بغلة معروفة وكتابا امعروفا وشملة معروفة فيلجثون الناس إلى واحد منها إذا تعجزوا أو غابوا كلهم، فيقوم لك مقام أحدهم في الأمن لمامله أو راكبه أو نحوه، ونشأ له ولد سماه أحمد، قام اعلى طريقة والده المذكور واستعمل الاحتجاب والخلوة وأثنى الناس عليه خيرا.

وكان / والده(3) أبو عبد الله الموهوب المذكور قدم(4) أيام الشيخ التواتي بقصد 1239/.

11) يعني محمد بن علي الزواوي ولا نعرف تاريخ وفاته بالضبط 2) أي القوافل وكثرة المسافرين.

1) والد أحمد الموهوب الأخير الذي اتمخذ الاحتجاب.

4) يعني إلى قسنطينة.

صفحة غير معروفة