ووسلطانه عنيد، علماء سوء يطلبون / ما يأكلون، وأمراء جور يحكمون بما لا يعلمون، 137 اصوفية سوء بأعراض الدنيا موسخون، عظمت الدنيا في قلوبهم فأسرعوا إليها طلبا أو قال فلا يرون فوقها مطلبا، وصغر الحق في نفوسهم فأعجلوا عنه هربا، لا علم اعلى الحرام يردهم، ولا ورع عن الشبهات يصدهم، ولا زهد عن الرغبة في الدتيا اصرفهم، حافظوا على السجادات والمرقعات والعكاكز، وأظهروا السبح المزينة كالعجائز، اتخذوا ظاهر الدين شركا للحطام، ولازموا الخلوة والرياضات لما يأتي إليها من حلال وحرام، وسعوا اذانهم وسمنوا أبدانهم.
اقال: وما أراهم إلا كما حدثني غير واحد، وذكر إسناده إلى أن بلغه إلى النبي صلى الله عليه وسلم تسليما - ليجاءن يوم القيامة بأقوام معهم من الحسنات أمثال اججال تهامة، حتى إذا جيء بهم جعل الله أعمالهم هباء منثورا، ثم قذف بهم في النار. قيل يا رسول الله صفي لنا هؤلاء حتى نعرفهم فقال: إنهم كانوا يصومون اويصلون، وفي حديث آخر: يأخذون هنية من الليل، ولكنهم كانوا إذا عرض لهم ايء من الحرام، وفي رواية شيء من الدنيا، وثبوا عليه. فأدحض الله أعمالهم. قال امالك بن دينار / هذا والله النفاق، فأخذ المعلى بن يحيى زياد بلحيته، وقال والله 1138.
اصدقت يا أبا الخير. انتهى الغرض من كلامه(1). فتأمل - رحمك الله - في أوصاف اهذه الطائفة وما احتوت عليه من السيرة فتجدها ممن حق عليها الوعيد، فكيف يظن بها أنها من أهل التوفيق والتسديد؟.
أخبار بوعكاز وصلاته بأرباب المخزن: لقد حكى لي بعض أصحابنا: إنه(2) لما قدم على قسنطينة صادفته الجمعة فلم يأت لها ومكث في مكانه هو وجماعة أصحابه لم يأتوا إليها ولا اغتنموا ثوابها. فبعد فراغه من صلاة الجمعة قصده للدار التي نزل بها فسأله عن تخلفه عن الجمعة فذكر اله عذرا اعتذر به فقال له : وأصحابك لم يكن لهم عذر، فقال: جلسوا لأجلي أو نحو اهذا وصلينا ظهرا، فنقم عليه صاحبنا مع آنه من العامة ، إذ لم يأمرهم بحضور جماعة الخير ودعوة المسلمين ولم يرغبهم في شهود الجمعة . وذكر أنه رأى في يده سبحة (1) الإشارة إلى كلام الشيخ محيي الدين (2) الإشارة إلى أحمد بوعكاز موضع الحديث.
صفحة غير معروفة