رسالة الشرك ومظاهره

مبارك الميلي ت. 1364 هجري
85

رسالة الشرك ومظاهره

محقق

أبي عبد الرحمن محمود

الناشر

دار الراية للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى ١٤٢٢هـ

سنة النشر

٢٠٠١م

تصانيف

لا ترشد به نفس، ولولا الجهل، ما نجم له قرن، ولولا الوهم؛ ماحيي له عود، ولولا العادة؛ ما امتد له عرق؛ فهو شجرة خبيثة، ثراها الجهالة، وسقياها الخيال، وعرقاتها الاعتياد، وجناها نار حفت بالشهوات، وعار ستر بالترهات؛ فلا كان الجهل القبيح، ولا كانت العادة الضارة، ولا كان الوهم الضال، ولا كان الشرك ومساوئه. • آثار الشرك في المجتمع: إن كنت باحثًا في علل انحطاط الأمم، فلن تجد كالشرك أدل على ظلمة القلوب وسفه الأحلام وفساد الأخلاق، ولن تجد كهذه النقائص أضر بالاتحاد وأدر للفوضى وأذل للشعوب، وإن كنت باحثًا عن أسباب الرقي؛ فلن تجد كالتوحيد أطهر للقلوب وأرشد للعقول وأقوم للأخلاق، ولن تجد كهذه الأسس أحفظ للحياة وأضمن للسيادة وأقوى على حمل منار المدنية الطاهرة، وإن نظرة في حياة العرب قبل البعثة؛ لتؤيد ما أضفناه إلى الشرك من علل ونتائج، وإن وقفة على حياتهم بعد البعثة؛ لتبعث على التصديق بما أنطناه بالتوحيد من أسباب وثمرات، وإن تلك النظرة وهاته الوقفة لمفتاحان لسر حياة المسلمين بعد عصر النبوة، وكل من قارن بين حياتنا اليوم وحياة جيراننا من غير ملتنا؛ استيقن أن وسائل الشرك قد وجدت في المسلمين منذ أمد، وأن نتائجه قد ظهرت عليهم، فلا تخفى على أحد. • الاهتمام بحياة الإِسلام: إن من انتسب إلى الإِسلام وافتخر بالعربية، ثم رضي بالحالة الحاضرة، ودافع عنها؛ نرى بنوته للإِسلام ولغته ليست لرشده وإنما هي لغيه، والابن الشرعي للإِسلام والعروبة هو من يجعل همه إعادة جدة الدين، واستعادة مجد السلف الأقدمين، وابن الإِنسانية البار بها هو الذي- إن لم يؤازر على تحقيق

1 / 90