رسالة الشرك ومظاهره

مبارك الميلي ت. 1364 هجري
68

رسالة الشرك ومظاهره

محقق

أبي عبد الرحمن محمود

الناشر

دار الراية للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى ١٤٢٢هـ

سنة النشر

٢٠٠١م

تصانيف

وحكاياتهم في هذا الباب مع بقية الأصحاب أكثر من أن يستوفيها كتاب، وتلك عادة المعاندين لكلام رب العالمين، ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾ [فصلت: ٢٦]. • شبه المعارضين: ولقد فكروا وقدروا، وعن ساعد الجد للتضليل شمروا، وجاؤوا ظلمًا وزورًا، وأوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورًا، فقالوا فيما قالوا: إن كلام الله أجل من أن يفسر، وإن الواجب الاقتصار على المألوف من المؤلفات، وإن الرجوع إلى الكتاب والسنة دعوى للاجتهاد وغض من مقام الأئمة، حتى قال قائلهم: " الرجوع إلى الكتاب والسنة ضلال وهلاك وخسارة أبدية وشقاوة سرمدية " من فصل نشره في صحيفة " النجاح القسنطينية "، بعدد (٢٧٢)، صادر في رجب سنة أربع وأربعين. • الصد عن التفسير ومآله: ١ - أما منعهم من تفسير القرآن؛ فيستدلون له بما يروون عمن لا يعرفون من أن صوابه خطأ وخطأه كفر، ويؤكدون ذلك بحكايات في امتناع مشاهير الشيوخ من الإِقدام على التفسير؛ مثل كذبهم على الشيخ عبد الرحمن الثعالبي دفين الجزائر أنه كان إذا ألح عليه تلاميذه في ذلك؛ قال لهم: لنخرج إلى الشاطئ حتى لا ينقض علينا جدار ولا يخر علينا سقف. يحكون عنه هذه الحكاية، وهو مفسر مشهور، ويعظمون كلام الله هذا التعظيم، ولا يعظمون حدوده وأحكامه، فتجدهم يشهدون الزور، ويَغْشَوْن مجالس الخمور والفجور، ولا يخشَوْن انقضاض الجدران ولا خرور السقوف، وكل هذا نبذ لكتاب الله، وتعطيل لأحكامه، واتباع لسنن اليهود الذين حكى الله عنهم ذلك بقوله: ﴿وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ

1 / 72