250

رسالة الشرك ومظاهره

محقق

أبي عبد الرحمن محمود

الناشر

دار الراية للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى ١٤٢٢هـ

سنة النشر

٢٠٠١م

تصانيف

الأصنام حبًّا لله لتقربنا إليه زلفى، فنزلت " (١٠/ ٤٥٩).
لوازم المحبة الشرعية:
وقد أرشدت هاته الآية إلى آية الصدق في دعوى حب العبد ربه، وأثبتت آية المائدة لهؤلاء المحبين أربع صفات، فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ﴾ [المائدة: ٥٤]:
- فقوله: ﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾؛ معناه: الإِخبار عنهم بالسهولة والتواضع في رحمة وعطف مع إخوانهم في الدين، وبعزة النفس وشرف القوة مع خصومهم في الدين، وعن هاتين الصفتين عبر في سورة الفتح بقوله: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ [الفتح: ٢٩].
- وقوله: ﴿يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾: إخبار عنهم ببذل نفوسهم وأموالهم في نصرة الدين في مواطن الحرب بالسيف، وفي مواضع السلم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- وقوله: ﴿وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ﴾: إخبار عن عدم مبالاتهم بمن يغضبون من كلمة فيها رضى الرب.
ومجموع ما أفادته آيتا آل عمران والمائدة خمس صفات هي الدلائل على صدق المحبة لله، وهي: اتباع الرسول ﷺ، والتراحم مع الإِخوان في الدين، والشدة على الأعداء فيه، والقيام بكل ما يؤيد الدين، وعدم التقصير في الصدع بالحق مراعاة للناس.

1 / 267