244

رسالة الشرك ومظاهره

محقق

أبي عبد الرحمن محمود

الناشر

دار الراية للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى ١٤٢٢هـ

سنة النشر

٢٠٠١م

تصانيف

٢١ - المحبة
المحبة من المعاني التي يلتبس شرعيها بشركيها، وتدخل في العقائد الباطنة، كالولاية؛ فرأينا أن نختم بها هذه المباحث في الولاية والكرامة وما يلتبس بها من كهانة وسحر، وما يلابس السحر من رقى وتمائم، ثم نعقبها بمظاهر الشرك القولية كالدعاء، والفعلية كالزيارة، والمالية كالذبائح.
معنى المحبة في اللغة:
المحبة والحب: الوداد وإرادة الخير، وتستعمل هذه المادة في معان مرجعها- كما في " مدارج السالكين " - إما إلى الصفاء والبياض، ومنه الحبب - بفتحتين- لتنضد الأسنان، وإما إلى العلو والظهور، ومنه حباب الماء - بالفتح- للفقاقيع التي تعلوه كأنها القوارير، يقال: طفا الحباب على الشراب، وإما إلى اللزوم والثبات، ومنه أحباب البعير، أي: بروكه، يقال: أحب البعير أحبابًا: إذا أصابه مرض أو كسر فلا يبرح مكانه حتى يبرأ أو يموت، وإما إلى الأصل واللب، ومنه الحبة من الحنطة ونحوها، وحبة القلب سويداؤه، وإما إلى الحفظ والإِمساك، ومنه الحب- بالضم- للجرة واحدة الجرار، وكل هذه المعاني الخمس لازمة للمحبة بمعنى المودة.
وفرق أبو هلال العسكري بين الحب والود بأن الحب يكون فيما يوجبه

1 / 261