المنهل المأهول بالبناء لالمجهول

محمد بن ظهيرة القرشي ت. 910 هجري
38

المنهل المأهول بالبناء لالمجهول

محقق

عبد الرزاق بن فراج الصاعدي

الناشر

الجامعة الأسلامية بالمدينة المنورة

رقم الإصدار

السنة 33 - العدد 113 - 1421هـ

تصانيف

والتنزيه لا يكون مدحا إلا إذا تضمن معنى ثبوتيا، ولهذا عندما نزه الله - تبارك وتعالى - نفسه عما لا يليق به مما وصفه به أعداء الرسل سلم على المرسلين الذين يثبتون لله صفات كماله ونعوت جلاله على الوجه اللائق به، وذلك في قوله تعالى: {سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين} ، وفي هذه الآية - أيضا - حمد الله نفسه بعد أن نزهها؛ وذلك لأن الحمد فيه إثبات كمال الصفات، والتسبيح فيه تنزيه الله عن النقائص والعيوب، فجمع في الآية بين التنزيه عن العيوب بالتسبيح وإثبات الكمال بالحمد، وهذا المعنى يرد في القرآن والسنة كثيرا، فالتسبيح والحمد أصلان عظيمان وأساسان متينان يقوم عليهما المنهج الحق في توحيد الأسماء والصفات، وبالله وحده التوفيق.

المطلب الثاني: تسبيح جميع الكائنات لله

إن الله - تعالى - لكمال عظمته، ولتمام ملكه وعزته، تسبح له جميع الكائنات، من سماء، وأرض، وجبال، وأشجار، وشمس، وقمر، وحيوان، وطير، وإن من شيء إلا يسبح بحمده.

صفحة ٢٢٨