372

قد يكون في شيء كالصورة الجسمية ونحوها ، وقد يكون معه كالنفس مثلا ، أي بعض أقسامها ، وبالجملة فيصدق عليه هذا المعنى ، وإن صدق هنا معنى آخر أيضا.

وكذا يكون الجسم بهذا الاعتبار جزءا عقليا للمجموع المركب منه ومن ذلك الأمر الآخر المقوم له ، أي النوع الذي هو عبارة عن مجموع الأمرين العقليين من حيث إنهما متحدان في الوجود الخارجي.

وإن شئت قلت : إنه عبارة عن الجسم بشرط شيء ، أي بشرط دخول ذلك الأمر الآخر المقوم في حقيقته ، بحيث كان أمرا محصلا في نفسه ، باعتبار أخذ ذلك الأمر الآخر معه ، ولم يبق له تحصل منتظر.

وإن شئت قلت : إنه عبارة عن ذلك الأمر الآخر ، بشرط دخوله في حقيقة الجسم ، وجعله له شيئا محصلا كذلك.

فإن مآل الجميع إلى أمر واحد يسمى بالنوع ، كما سيجيء الإشارة إليه.

وبالجملة ، فالجنس يكون جزءا عقليا بالنسبة إلى النوع ، مقدما عليه في الوجود العقلي ، وبحسب ملاحظة العقل ، كالجزء الآخر المسمى بالفصل ؛ حيث يقال للجنس أو للفصل : إنه جزء من النوع ، لأن كلا منهما يقع جزءا من حده ، ويكون متقدما عليه عند ملاحظة العقل صورة مطابقة لنوع داخل تحت جنس نوعا من التقدم ، كالتقدم بالطبع.

وأما بحسب الوجود ، فهذان الجزءان وخصوصا الجنس متأخر عنه ، لأنه ما لم يوجد الإنسان مثلا ، لم يعقل له شيء يعمه وشيء يخصه ويحصله معنى متحصلا بالفعل.

وهذا الذي ذكرنا إنما هو تصوير كون الشيء مادة باعتبار ، وجنسا باعتبار آخر في الجسم.

وأما تصويره في غير الجسم كالحيوان مثلا ، فبأن يقال : الحيوان إذا أخذ حيوانا بشرط أن لا يكون في حيوانيته إلا جسمية وتغذ وحس ، وأن يكون ما بعد ذلك خارجا عنه ، أي إذا اخذ بالنسبة إلى ما هو داخل في حيوانيته بشرط شيء ، وبالنسبة إلى ما بعد ذلك من المعاني التي يمكن أخذها معه بشرط لا شيء ، فربما كان لا يبعد أن يكون مادة

صفحة ٤٤