المنهج القويم في اختصار «اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية»

محمد بن علي بن أحمد بن عمر بن يعلى، أبو عبد الله، بدر الدين البعلي (المتوفى: 778هـ) ت. 778 هجري
157

المنهج القويم في اختصار «اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية»

محقق

علي بن محمد العمران

الناشر

دار عطاءات العلم (الرياض)

رقم الإصدار

الرابعة

سنة النشر

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

مكان النشر

دار ابن حزم (بيروت)

فإذا كان قبر النبي ﷺ -مع أنه أفضل قبر على وجه الأرض- قد نُهي عن اتخاذه عيدًا، فقبر غيره أولى بالنهي، مع كونه قَرَن ذلك بقوله: "لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكم قُبُوْرًا" أي: لا تعطِّلوها من الصلاة فيها والدعاء والقراءة، فتكون بمنزلة القبور، فأمر بتحرِّي العبادة في البيوت، ونهى عن تحرِّيها عند القبور، عكس ما يفعله المشركون من النصارى ومن تشبَّه بهم. وفي "الصحيحين" (^١) قال: "اجْعَلوا من صلاتِكُم في بُيُوتكم ولا تتَّخِذُوها قُبُورًا"، وقال -أيضًا-: "فإنَّ صلاتَكُم تَبْلُغني" (^٢) يشير إلى أن ما ينالني منكم من الصلاة والسلام يحصل مع قُربكم من قبري وبُعدكم، فلا حاجةَ بكم إلى اتخاذه عيدًا. والأحاديث بأن صلاتنا تُعْرَض عليه كثيرة مشهورة صحيحة (^٣). مع كون أفضل التابعين [من أهل بيته] (^٤) علي بن الحسين رأى ذلك الرجلَ يدعو عند قبره فنهاه، وروى له حديث: "لا تتَّخِذُوا قَبْري عِيْدًا" (^٥) فعلم أنَّ قَصدَه للدعاء ونحوه اتخاذٌ له عيدًا، وهو أعلم بمعني الحديث من غيره.

(^١) أخرجه البخاري رقم (٤٣٢)، ومسلم رقم (٧٧) من حديث ابن عمر ﵄. (^٢) تقدم ص/١٦٠. (^٣) انظر "النهج السديد" رقم (٢٢٩، ٢٣٢، ٢٣٣، ٢٣٤). (^٤) زيادة من "الاقتضاء". (^٥) رواه إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي": رقم (٢٠)، والضياء في "المختارة"، وأبو يعلى: (١/ ٢٤٥)، وابن أبي شيبة في "مسنده" -كما في "المطالب ٢/ ٧٠"- وفي "المصنَّف": (٢/ ٣٧٥). وصححه الضياء، وحسنه السخاوي.

1 / 161