قوله: ((احتجب الله منه)) احتجاب الله عن عبده كناية له عن منعه من فضله وعطائه ورحمته، لأن كل عبد يوم القيامة محتاج إلى ذلك، خصوصا من ولي أمور الناس وسياق الخبر لبيان أن احتجاب الوالي عن حوائج الناس كبيرة لورود الوعيد عليه، مع بيان وقوع الجزاء من جنس الفعل باحتجاب الله منه يوم القيامة، أي منعه من فضله ورحمته، لأن الوالي أشد الناس احتياجا لكل ذلك من الله يومئذ، وقيل: هو تمثيل لإهانته بإهانة من يحجب عنه الدخول على الملوك، وقيل: هو أن لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم.
ولفظ (المصباح): ((والأصل في الحجاب جسم حائل بين جسدين، وقد استعمل في المعاني فقيل: العجز حجاب بين الإنسان ومراده، والمعصية حجاب بين العبد وربه)) انتهى.
وعلى هذا فاحتجاب الوالي من الأول واحتجاب الله من الثاني، والأول أظهر من جعله كناية عن منعه من فضله وعطائه ورحمته، ويشهد له ما ذكره السيوطي في (جمع الجوامع) في الحروف بلفظ: ((من ولي شيئا من أمر المسلمين لم ينظر الله في حاجته حتى ينظر في حوائجهم)).
الطبراني في (الكبير) عن ابن عمر، وعن ابن عباس، وذكره المنذري عن ابن عباس، قال: ورجاله رجال الصحيح، إلا حسين بن قيس المعروف بحنش، وقد وثقه ابن نمير وحسن له الترمذي غير حديث، وصحح له الحاكم، ولا يضر مثل ذلك في المتابعات كما قرر في محله.
وللسيوطي في (جمع الجوامع) بلفظ: ((من ولي من أمور المسلمين شيئا فلم يحطهم بنصيحة كما يحوط أهل بيته فليتبوأ مقعده من النار)) الطبراني في (الكبير) عن معقل بن يسار والله أعلم .
صفحة ١٤٠