المنهج في الفكر العربي المعاصر: من فوضى التأسيس إلى الانتظام المنهجي

عبد الله أخواض ت. 1450 هجري
68

المنهج في الفكر العربي المعاصر: من فوضى التأسيس إلى الانتظام المنهجي

تصانيف

ورهان أركون في أفق العلمنة هو الانخراط الكلي في الحداثة، ويطرح السؤال: من أين نبدأ في دراسة هذا الموضوع، من الإسلام أم من الحداثة؟ فيجيب: سوف نبدأ وبالضرورة من الحداثة، لأنها خياره الأول والأخير ولأننا - يقول: «غاطسون ومنغمسون في المناخ الذي خلقته الحداثة.»

23

أما الإسلام فلا «يمكن لأي شخص عاقل أن يقول إنه يمثل حاليا الحداثة»؛

24

لأنه أصبح يمثل نوعا من التقليد والتراث، ومن تراكم المعارف والمواقف الثقافية المكرورة، ولا يقوى على تحريك التاريخ الذي حركه لحظة انبثاقه الأول، فالإسلام في «زمن النبي ولحظة انبثاق الخطاب القرآني كان يمثل تغيرا، بل وتغيرا جذريا بالقياس إلى ما قبله، وكان يمثل حركة تاريخية مندفعة بكل قوة وانطلاق، وعلى الأصعدة كافة.»

25

وكان «يمثل لحظة حداثة حقيقية لا شك فيها، أي لحظة تحريك وتغيير لعجلة التاريخ.»

26

لكن لما «ترسخت الدولة الإسلامية (...) تم تشكيل - تدريجيا - فكر ثابت تحول بالتدرج إلى أرثوذكسية؛ أي تحول من طاقة تغيرية انبثاقية إلى تصور ثابت وثبوتي للحقيقة، إلى تصور ملجوم ومسجون للحقيقة»،

27

صفحة غير معروفة