المنهج في الفكر العربي المعاصر: من فوضى التأسيس إلى الانتظام المنهجي

عبد الله أخواض ت. 1450 هجري
67

المنهج في الفكر العربي المعاصر: من فوضى التأسيس إلى الانتظام المنهجي

تصانيف

19

ويقدم مقاربات للمفهوم تتركز على الحاجة إلى الفهم ومواجهة كل المطلقات والقيود التي تحجم العقل والإنسان عن الإبداع.

فالعلمنة كما يفهمها «تتركز في مجابهة السلطات الدينية التي تخنق حرية التفكير في الإنسان ووسائل تحقيق هذه الحرية (...) ولهذا فإن مهامها في إلحاحها الشديد على الفهم والنقد داخل توتر عام في الإنسان وبمواجهة «ضابط» ما موجود دائما، وضرورة أن يوجد سواء كنا نعيش في مجتمع الدولة-الكنسية أم في مجتمع الدولة القومية الحداثية.»

20

إنه التحلل الكامل من كل ضابط قيمي يضبط سلوك الإنسان، ويرشد تصرفه والتمرد على الأخلاق والعقائد والدعوة إلى الاستقلال العقلي، وهذا ما يتطلب في رأيه افتتاحا باستمرار في اتجاه الشك المستمر، يشبه الشك الذي افتتحه كل من ماركس ونيتشه في القرن التاسع عشر اتجاه المسيحية «وهذا النقد قابل تماما للتطبيق على الإسلام»،

21

فدفع بكل مقولاته إلى نهايتها، كالوفاء بحقوق العقل كاملة غير منقوصة، إذ ليس هناك حقيقة خارج هذا العقل.

لهذا فالعلمنة عنده «قفزة نوعية في تاريخ المجتمعات البشرية، فهي التي نقلت البشرية من الفضاء العقلي للقرون الوسطى إلى الفضاء العقلي للتقدم والحداثة.»

22

هذا صحيح بالنسبة لأوروبا، أما التعميم كمقياس غير أخلاقي فلم تكن البشرية كلها تشترك في المقدمات المعرفية، وليست على خطة تاريخية واحدة، لكن آليات الاشتغال وأفقه المعرفي كانت عاملا أساسيا في هذه التحديدات والاستنتاجات.

صفحة غير معروفة